بعد 67يوما من الحرب الصهيونية على غزة، أكتب هذه التدوينة، علي استطيع أن أعبر عما بداخلي. بعد 67 يوما من القتل والجوع والخوف، وبعد 67 يوما من البطولة والجهاد والتضحية، ما زلت غير قادر على الكتابة، ولا أظن أنني سأعبر عما بداخلي في هذه التدوينة أيضا.
لقد عايشت الحرب الأمريكية الظالمة على العراق في 2003، يومها كنا في البحرين، الجميع كانوا يصدقون، أو أريد لهم أن يصدقوا، كذبة أمريكا الكبرى بوجود أسلحة دمار شامل، وقد بدأوا بتجهيز الملاجئ في المعهد، وتخزين الطعام، وأعطاءنا دروس حول الأسلحة الكيماوية وأضرارها، وكيفية الحماية منها، وصنعوا لنا ملجأ تم ألصاق أبوابه ونوافذه بشريط لاصق 😂
كان عمري آن ذاك حوالي 16 سنة، ولم نكن نأخذ الأمر على محمل الجد، وكنا نضحك باستمرار من الملجأ وعلب الطعام المخزنة فيه. وبالطبع لم يتم استخدام الملجأ ولم يتم إطلاق أي أسلحة، ولا صواريخ من العراق، ودمر العراق عن بكرة أبيه، وتعرفون بقية القصة.
كنا نشعر بالحزن في ذلك الوقت على القتل وسقوط بغداد، كنت أتابع الأخبار المتاحة في ذلك الوقت باستمرار، رغم أن التغطية لم تكن شاملة مثلما نشاهد في فلسطين اليوم.
واليوم تتكاثر علينا مشاهد القتل والجوع والخوف من غزة. أبت أمريكا وأعوانها إلا أن لا يتوقفوا عن إشعال الحروب والفتن في العالم، إنهم ينتقلون من حرب إلى حرب، ومن قتل إلى قتل على مدى تاريخهم الأسود الملطخ بدماء الأبرياء في كل قارات العالم.
أصبحنا لا نقوى على الفرح والابتهاج. يعترينا حزن كبير، رغم اليقين بنصر الله، فهذا وعده، لا نشك فيه. لكننا بشر، لنا حدود ومشاعر لا نستطيع التغلب عليها، الأخبار التي تأتينا من غزة لا يمكن لأي إنسان تجاوزها، لا يمكن لأي شخص أن يعيش حياته بشكل طبيعي، ويدعي أنه غير مهتم بالسياسة. هذه ليست سياسة، إنه قتل وإبادة ممنهجة، وكيان نازي إرهابي مدعوم من القوى العظمى.
بعد 67 يوم من الحرب، لم نمل ولم نعتد المشاهد أبدا، لكننا غير قادرين على الكلام، لا نعرف ما الذي يمكن قوله. غير معقول أن يسمح لكيان إرهابي نازي، أن يقتل كل هذا العدد من الناس، ولا يتم إيقافه، ولا يتدخل أحد، بل على العكس، يتلقى كل أنواع الدعم، المعلن وغير المعلن، لقتل أكبر عدد من المسلمين. بينما تغرق الدول الإسلامية في خلافاته التافهة، حول المذهبية، والتصنيفات الجاهلية.
حرب العراق قامت على كذبة، كما كل حروب أمريكا وأعوانها في العالم، والكيان الصهيوني اليوم يكذب، وكل العالم يعرف أنه يكذب، ومع ذلك يرددها الغرب ويزيد عليها، عن علم ومعرفة، لكي يبرر للصهاينة القتل. هو يتكلم عن ضحايا أطفال غير موجودين، ويتجاهل ببجاحة وإصرار متعمد قتلى الأطفال من الفلسطينيين رغم أنها أحداث موثقة.
هذا المحتل النازي لا يفهم إلا لغة القتل والقوة، والمقاومة والجهاد، هي الطريقة الوحيدة للتحرر من هذا الظلم، كل أمة محتلة يحق لها الدفاع عن أرضها، هذا ما نعرفه على مدى التاريخ الذي درسناه، ولن أقول أن القوانين الدولية تقر ذلك، لأنها غير موجودة في هذه الحرب.
اترك تعليقاً